الاثنين، 28 يونيو 2010

فـانتــازيا خــالد ســعيد ... ومضــمون الرســـالة

انتبهت وانا قاعدة على الكنبة باذاكر لابني على صوت المذيعة في قناة الحصيرة التي تقدم برامج حصريا عن احوال مصر والمصريين وكانت بتتكلم في موضوع خالد سعيد الشاب اللي اتقتل في الاسكندرية وكان اللقاء حصريا مع امين الشرطة المتورط في الموضوع وكان بيقول : صدقيني يا ستي احنا ملناش ذنب هو كان واد فاقد وبايظ واهــله تعـبانين منه ع الاخر ديك النهار امه جاتلنا ع القسم وكانت متضايقة وبتشتكي منه وطلبت مننا نشــد ودنه حـبتين علشان العيل يتعدل ماهي مش قادرة عليه ... وهو مكانش فيه صحة خالص ... جينا نشد ودنه طلعت في ايدينا ... نشد شعره دماغه اتفقـــلت وفجـــأة قطـــع النفس منعرفش ليه؟؟؟ أوم ايه وديناه ع المشرحة وهناك قالوا لنا انه بلع لفــة بانجــو موتته وديـه دلــيل دامغ على انه كان واد بايظ حضرتك حد يعني يعمل كدهوان في نفسه؟؟ ثم يبتسم وهو يضرب كف على كف ويقول : بس الناس كلتها مفكرين اننا موتناه م الضرب، بس اني باقول الحقيقة اهوان لقناة الحصيرة علشان ابقى خلصت ضميري والناس تعرف وتفهم الموضوع.

تسأله المذيعة : يعني انتوا مضربتهوش ؟؟؟ مانت لسه قايل ضربتوه وفتحتوا دماغه.

يرد : ايوه ضربناه مقلناش لأ ... علشان يتعدل وميقرفش اهله الطيبين دولام أمال يعني نعدله ازاي؟؟؟ لكن هو مات من لفــة البانجو برضه لأنها كانت ملفوفة لامؤاخدة في ورقة مفضضة حضرتك وبيوقلك بقى ايه الورقة المفضضة ديا بتموت على طول يعني لو البانجو لوحده ميموتش، هو يعني مصر كلاتها هتفهم احسن من الطب الشرعي حضرتك؟؟؟

وساعتها سرحت وافتكرت زمان لما كنت رايحة اجتماع اوليـــاء الأمــــور مع المدرســـين لمتابعة حال ابنائهم في المدرسة ولقيت والدة واحـــدة من أشـــطر البنات اللي في الفصل مع بنتي بتتكلم مع المدرسة وبتقولها: انا عايزاكي تشدي عليها ... هي مبتجيش غير بالشدة ولو اتدلعت اضربيها ايوة اضربيها جامد علشان انا مش باحب الدلع ومش عايزاها تنقص نمرة واحدة عن الدرجة النهائية.

وقتها استغربت جداً ... ماهي بالفعل من اشطر البنات .. ازاي امها تطلب لها الاهانة ؟؟؟ حتى لو هتكون الاولى على العالم يا ترى الانسان يستاهل الضرب فعلا مقابل انه يتعلم حاجة؟؟؟

وانتقلت ذاكرتي سريعاً للشغالة اللي كانت جاية من الأرياف تشتغل في فترة الاجازة وقاعدة تحكي عن المدرسة وعن التعليم في بلدهم ولما سأتها : هو المدرسين عندكم في البلد بيضربوا؟؟؟؟

قالت لي :أمال يا مدام ... ده الاستاذ لو مضربنيش ماحلش الواجب ولا افهم الدرس اصلا ... لازم ننضرب علشان نتعلم ونبقى ايشي مهندزين وايشي دكاترة زي ولاد الناس المحترمين وإلا بقى نبقى نفضل خدامين وبوابين ولا نفهم حاجة في الدنيا.

توقف خيالي واشتغل عقلي وسألت نفسي هي صحيح بلد بتاعة شهادات زي ما قال الفنان عادل إمام ؟؟؟
اذا قلنا على حد انه ابن ناس قوي معناه انه قاضي مثلا واخوه دكتور واخته صيدلانية اما امه وابوه فهما خرجين الجامعة الامريكية وكمان ولاد عمه واحد طيار والتاني ..... الخ الخ

اما لو اتكلمنا عن البواب فهو اكيد شخص بيــئـــة ... او السايس او الفران او العجلاتي ... الخ الخ، وبالتالي الاهالي بيوافقوا واحيانا يطلبوا الاهانة لأبنائهم علشان يبقوا حاجة مهمة في المجتمع اللي بيحكم على الناس بشهادتهم او بفلوسهم مش بأخلاقهم وفي فرضية دائما ان الدكتور لازم يكون اخلاقه زي الفل أو الطيار وكأنه علشان كان بيذاكر فملقاش وقت يصيع ويبوظ أما عــامل البناء مثلا أو الميكانيكي مذاكرش بقى وأصبح من الخايبين الصيع.

المدرسين في المدارس ميختلفوش عن الظباط في أقسام الشرطة بالرغم من ان الضرب ممنوع ومش بس الضرب ده ممنوع اي مدرس يلمس اي طالب او طالبة لأي سبب من الاسباب،تماما زي حقوق المتهم في قسم الشرطة، لكننا وافقنا على الاهانة منذ الصغر ومش بعيد الظابط اللي ضرب خالد سعيد يكون كان تلميذ في نفس المدرسة، المدرسة اللي فيها الضرب سيد أساليب التربية، العصاية طولها مترين واللي هيفتح بقه هياخد عشر عصيان ولو فلتت واحدة هيبقوا عشرين وهو فاكر نفسه كده مسيطر ولكن ده في الحقيقة دليل على ضعفه وخيبته وقلة خبرته في استخدام الاساليب التربوية في التعليم وغير العصاية من الاهانات ما يصل للضرب على الرجلين او العبط او الضرب بسن العصا أو حتى اضعف الاساليب هو التذنيب يعني الطفل يقف وهو رافع ايديه لفوق لمدة نصف ساعة على الأقل.

أما بقى لو حد واعي من التلاميذ او الاهالى اعترض وراح قدم بلاغ في الوزارة، ياخد المدرس جزا وعلى كده وشكرا ويبقى الحال كما هو عليه.

تمنيت من قلبي ان يفهم الجميــع مضمون الرسالة فخالد سعيد هو نفسه لا يأمل في شيء فقد نال الشهادة
التي هي أهم من كل شهادات الدنيا مات شهيدا ليس ضحية ضابط شرطة فقط ولكن ضحية جهل المجتمع كله وعدم تربية ابنائنــا على الحقوق والواجبات وإنما تربيتهم على من هو ارقى وأغنى نسينا ان لنا حقوق على بعض وعلينا واجبات تجاه بعض ومن يخل بهذا يتعرض للمسائلة وليست السلطة لمن يعبث بها وانما هي لمن يقوم على راحة الاخرين.
البداية من وزاة التـــربيـــة والتعـــــليم ليس من وزارة الداخليــــة .... وإذا فهمنا مضمون الرســـالة لن يضيع دم الشــهيد خــالد ســــعيد هـــدر.

الأربعاء، 24 فبراير 2010

إن كيـــدهن .. خير ان شـــاء الله










كل حاجة بتحصل في الدنـــيا بتمشي تبــع نظام مــعين، حتى عدم النظــام هو نوع من النظام برضه بس مخــتلف، كل شـيء وكل شخص له منطق خــاص به، وده بيــوجد نظام أو نموذج نقدر نستدل منه على تصرفات شخص ما أو نتوقع ردود أفعــاله، لكن برضه لازم دايمــاً نتــوقــع حدوث غير المــتوقــع.





أبــلة عفـــت لما ســألت مرســي الزنــاتي في مدرســة المشــاغبين وقالــت له: تعــرف إيـه عن المنطــق؟؟
رد مرســـي: لما الواحــد يتضــرب على دمــاغه .. يقع ميحطــش منطــق.
طيب يا أبــلة عفـــت حاولي تجــاوبي على رد مــرسي .. يعــني إيــه الواحد يقــع وميحطــش منطــق ... من فضلك إشرحي لنــا ...





ده الواحد ممكن يفســر المنطــق أسهل من تفســير رد الزناتي.
يمكــن يعني الواحــد يقع ومينطــقش .. يعني ميتكلمش .. على إفتــراض إن الوقعـــة خرســته ..!!
وإلا يعــني الواحــد وقــع من غــير خطــة محــددة للوقــوع .. وقع بهمجية .. من غير منهج .. وقعة مفاجــئة .. على أساس إن في وقــوع تاني بمنطـق ..!!
وإلا معــناها إنــه وقـع في كــمين وملحقش يســتخدم منطقه اللي كان ممــكن ينجيه من الكمين ... بمعنى تاني .. إتقفــــش.
وهي حكاية المنطق دي تمشي على الستات والرجالة وإلا في حد منهم تصرفاته خارج حدود المنطــق وتفسيراته؟؟





رانيــا وخــالد بقالهم ســنتين بيحــبوا بعــض .. وبعــد ما خلصــوا كل كلام الحب والهمسات واللمسات .. رانيــا توقعت إن خــالد يطلب منها الجواز .. لكن خالد مش في دماغه خالص وعايش حــياته ومبســوط وكل حاجة عال يعني .. رانيا بدأت تشــك فيه بتسمع كلام كتير بس مش قادرة تمسك عليه حاجة.. قررت ترفع الكلفة والحرج وتلفت نظره إن آن الآوان بقى يا حبي .. ومن أول هنا بدأت حجج خالد متنتهــيش .. وكل حجة أكيد أخيب من اللي قبلها، بس رانيا بتضطر تعمل نفسها مقتـــنعة بحــججــه لأنهــا معــندهاش أي دليـل على عكــس كـلامه وكــل ما تســأله: بتحــبني يا خــالد؟؟
خــالد: طــبعاً .. جــداً .. جـــداً.
رانيـا: يعــني مفــيش في حيــاتك واحــدة غــيري ولا صــياعة كـده ولا كــده؟؟
خــالد: غــير إن أنــا بحــبك .. دي مــش أخــلاقي أصلاً يا روحــي.
رانيـا زهقت وطهقت .. ماهو لازم ده يحصل بقــى .. وقــالت لــه:
لو ماتقدمتــش لأهــلي يبــقى نلــغي الإلتــزام اللي بيننــا.
خــالد: يعــني إيــه أنــا مــش فــاهم حــاجة.
رانيـا: طالما إنت مش عــايز تتجـــوزني يبقى ســـيبني بقى أتجــوز.. أنا بييــجي قـدامــي فرص كــتير بــس أنــا بحــبك وكنت مســتنياك.
خــالد: إيــه الكــلام ده؟؟
رانيــا: كل واحــد مننا ياخــد فرصته بعيد عن التــاني .. لو حــد لقي فرصة كويسة يبقى هو ده النصيب لو ملقناش بقى .. يبقى نعرف إننا ملناش غير بعـض ونتجوز.





رانــيا عملت كده علشان تقــلل الــتردد اللي عند خــالد وتحسسه بالحرية وتفهمه إنـهم إتخـلقوا لبعض على إعتبار إنه لايمكن يلاقي أحســن منها، بس خــالد رد وقال: إيه اللي بتقوليه ده .. أنا مش ممكن أعــرف واحدة غيرك .. إنتي حياتي كلها .. ده إنتي بالنســبة لي الســتات كلها – وعـن ثقــة فــي حبها ليــه – إنتي بقى لــو عــاوزة تعملي كده براحـتك .. بس ده معــناه إنــك مش بتحــبيني .. إنتــي شــكلك عــاوزة تاخــدي إســتراحة .. براحــتك بقــى.
خــالد فــكر إن دي فــرصة لحجــة جــديدة يكســب بيها وقت في خــطط تأجيـــل الجواز الممنــهجة بتـاعــته "كــل واحــد عــنده مــنطــق".
وبــدأت فـــترة الإســتراحة اللي في الواقــع مفرقـــتش كــتير عن قبــلها .. كل يـوم بيتكلموا في التليفــون بالساعات .. بيخرجوا مع بعض عادي جداً .. وكلام حب وهمسات ولمسات .. ومنطق رانــيا نزل على مفيش لأنه كان بيعتمد على إنها تحــسسه بغلاوتها وإنها هتضـيع من إيــده لكن خالد مبسوط ومتهني وكمان مرتاح من زنها في حــكاية الجــواز.





*****










رانيــا جابت آخــرها في الوقت اللي ظــهر فيه ممدوح الشـــاب الوســـيم الحـــنين اللي دخــل عليــها في دور الصــديق اللي هــيقف جــنبها في مشـــكلتها .. بيســمع لها وبينصحها .. بينصحها إن خــالد ده ندل وميســتهالهاش وبيضحك عليها وإزاي هي مش واخـدة بالها .. لازم تفتح وتشوف مين اللي بيقــدرها ويتــمنى يعــيش العـــمر معاها .. منطق برضه.
وبدأت رانيـا تخـرج مع ممــدوح أكتر شــوية بشوية وفي نفــس الوقت علاقتها بخالد زي ماهي بس المقابلات قلت وبالرغم من إنهم عايشــين في دور الأصدقاء إلا إنها مقــدرتـش تحكي له عن ممـدوح وخــبت عليه.





يوم الجمــعة الصبح ممدوح كلم رانــيا وعزمها على الغــدا، بعدها خالد كلمها كالمعتاد .. هما دايماً بيقضــوا يوم الجمعة ســوا .. حاولت تخترع أي حجـة وقالت له إنهــا هتروح المـول مع أصحــابها يشـــتروا شــوية حــاجات.
وخــرجت مع ممــدوح بعد ما إشــترطت عليــه إنهــم يروحــوا يتغــدوا في المــول علشــان هي مــش عــاوزة تحـس إنهــا كــذبت على خــالد.
وهما بيتمــشوا في المــول لقت خــالد بيكلمــها: أيــوة يا رانــيا أنا جــاي المــول أنا وأمــين صاحبي.
رانيا: والله .. طيب لما أخلص هابقــى أكلمـــك.
رانيا امبسطت قوي وحســت إن خــالد جــاي وراهــا لأنه مش قــادر على بعـــدها ويمكن كمان بيغـــير عليها، وفي نفــس الوقت وشــها ضرب ألوان وطلبت من ممــدوح إنهم يطلعوا المطــعم اللي فــوق لأنه متطـــرف وفي كمان قاعــة جوه قــاعة وقالت له إنها لما تخلص هــتروح مع خـالد، ممدوح متضايق ونفسه إن خـالد يشـوفهم مع بعض بــس مش عاوز رانيــا تزعــل مــنه ومــش عـاوز يبوظ الخروجة، أخــد رانيــا وفي ركن في القــاعــة الجــوانية قعــدوا في جــو شاعري وهي بدأت تمبسط من ممدوح لأنــه بينفذ كل طـــلباتها حتى لو هييـــجي على نفســه الموبايل رن .. رانيــا: إنت خلصت..؟؟
خــالد: إنتي خلصتي؟؟
رانيـا: لسه شوية.
خــالد: أوكــي .. بــاي.
رانيـــا إسـتغربت قوي من المكالمــة .. بعد مــا فكـرت إن خالد جاي مخصوص وراهــا .. دلوقتي شــكله كده بيقــلبها .. ممــدوح قـالها: ســيبك منه وخليــكي معايا أنا هاروحك البيت بعد ما نخلــص وبراحتنــا بقــى.
رانيــا: لأ ماقــدرش .. ده بس نوع من الإحترام يعــني .. مش عاوزاه يحــس إني باتهرب منه أو خبيت عليه حاجة .. مــش حب يعني.
المــوبايل رن .. خــالد: أنــا لازم أمشــي حــالاً إبقــى روحي إنتـي بقى مع أصحابك طالما لســه قدامــك شــوية.
رانيا: طـــيب.





رانيــا إتغاظت قــوي منه وحســت إن في حاجة مش مظبوطة بس كالعادة مش عارفة تمسك عليه حاجة ... قــررت تكبر دماغها وتــروق أعصــابها وقعــدت ساعتين كمان في المطعم مع ممــدوح ياكلــوا ويتكلــموا والقعدة زي الفــــل .. خلصوا وماشــيين .. لمحت وش تعــرفه في ركن مزنــوق في القــاعة البرانيــة .. مـين ده؟؟.. ده أمين صاحب خالد .. مين معاه .. اممم .. خالد ؟؟؟ ده خــالد؟؟؟ إيــه الضحك والتهــريج والفرفشــة دي؟؟ وكمان معاهم بنتــــــين ... ليـــلته مش فــايتــه .. ليلتــه هــو؟؟؟؟ يا نهــار إســود ... ده هيشـــوفني .
جــــريت وإســــتخبت بســـرعة .. ورهوان على بره قبل ما خالد يشوفها .. وبعد ما روحت واتطمنت على نفسهــا استنت لما خالد يكلمها وده حصل بعد حوالي ســاعة .... قالت له: إنــت مشــيت من المــول إمــتى؟؟
خــالد: وقت ما كلمــتك مشــيت على طول أصلي كان ورايا حــاجات مهــمة وكان لازم أمشــي.
رانيا: متكلمــنيش تاني .. ومش عــاوزة أعــرفك .. وقفلت الســكة في وشــه.
خالد مفهمش واتقمص وطنشها إســبوعين .. وبعدين كلمها علشان يفــهم قــالت لـه: متتصـلش بيــا تاني علشــان أنــا ارتبطــت براجــل تاني وهاتجــوز.

إتجــنن خالد وكلم كل أصحابهم .. فهم طبعا الحكاية من صاحبتها الأنتيم بس طبعا الحكاية في اتجــاه واحــد، ورانيــا مســتقوية لأنها حاسة إنــه خاين ... آه خــاين .. وهي مخلصة .. لأنها إهتمت بشــعوره وكانت هتـــروح معاه بكل احترام واخلاص وهتسيب ممدوح في المطعم حتى لو هيزعل .. وخالد حس بالــذنب لأنه ميعرفش حكاية ممــدوح وكمان حس بالغـــيرة لأنها هتتجــوز غـــيره .. وعمل كل حاجة في الدنيا علشان يرجعلها وفعلاً خــالد اللي وقع ومحطــش منطق ... إتجــوز المخلصة رانــيا.