الاثنين، 28 يونيو 2010

فـانتــازيا خــالد ســعيد ... ومضــمون الرســـالة

انتبهت وانا قاعدة على الكنبة باذاكر لابني على صوت المذيعة في قناة الحصيرة التي تقدم برامج حصريا عن احوال مصر والمصريين وكانت بتتكلم في موضوع خالد سعيد الشاب اللي اتقتل في الاسكندرية وكان اللقاء حصريا مع امين الشرطة المتورط في الموضوع وكان بيقول : صدقيني يا ستي احنا ملناش ذنب هو كان واد فاقد وبايظ واهــله تعـبانين منه ع الاخر ديك النهار امه جاتلنا ع القسم وكانت متضايقة وبتشتكي منه وطلبت مننا نشــد ودنه حـبتين علشان العيل يتعدل ماهي مش قادرة عليه ... وهو مكانش فيه صحة خالص ... جينا نشد ودنه طلعت في ايدينا ... نشد شعره دماغه اتفقـــلت وفجـــأة قطـــع النفس منعرفش ليه؟؟؟ أوم ايه وديناه ع المشرحة وهناك قالوا لنا انه بلع لفــة بانجــو موتته وديـه دلــيل دامغ على انه كان واد بايظ حضرتك حد يعني يعمل كدهوان في نفسه؟؟ ثم يبتسم وهو يضرب كف على كف ويقول : بس الناس كلتها مفكرين اننا موتناه م الضرب، بس اني باقول الحقيقة اهوان لقناة الحصيرة علشان ابقى خلصت ضميري والناس تعرف وتفهم الموضوع.

تسأله المذيعة : يعني انتوا مضربتهوش ؟؟؟ مانت لسه قايل ضربتوه وفتحتوا دماغه.

يرد : ايوه ضربناه مقلناش لأ ... علشان يتعدل وميقرفش اهله الطيبين دولام أمال يعني نعدله ازاي؟؟؟ لكن هو مات من لفــة البانجو برضه لأنها كانت ملفوفة لامؤاخدة في ورقة مفضضة حضرتك وبيوقلك بقى ايه الورقة المفضضة ديا بتموت على طول يعني لو البانجو لوحده ميموتش، هو يعني مصر كلاتها هتفهم احسن من الطب الشرعي حضرتك؟؟؟

وساعتها سرحت وافتكرت زمان لما كنت رايحة اجتماع اوليـــاء الأمــــور مع المدرســـين لمتابعة حال ابنائهم في المدرسة ولقيت والدة واحـــدة من أشـــطر البنات اللي في الفصل مع بنتي بتتكلم مع المدرسة وبتقولها: انا عايزاكي تشدي عليها ... هي مبتجيش غير بالشدة ولو اتدلعت اضربيها ايوة اضربيها جامد علشان انا مش باحب الدلع ومش عايزاها تنقص نمرة واحدة عن الدرجة النهائية.

وقتها استغربت جداً ... ماهي بالفعل من اشطر البنات .. ازاي امها تطلب لها الاهانة ؟؟؟ حتى لو هتكون الاولى على العالم يا ترى الانسان يستاهل الضرب فعلا مقابل انه يتعلم حاجة؟؟؟

وانتقلت ذاكرتي سريعاً للشغالة اللي كانت جاية من الأرياف تشتغل في فترة الاجازة وقاعدة تحكي عن المدرسة وعن التعليم في بلدهم ولما سأتها : هو المدرسين عندكم في البلد بيضربوا؟؟؟؟

قالت لي :أمال يا مدام ... ده الاستاذ لو مضربنيش ماحلش الواجب ولا افهم الدرس اصلا ... لازم ننضرب علشان نتعلم ونبقى ايشي مهندزين وايشي دكاترة زي ولاد الناس المحترمين وإلا بقى نبقى نفضل خدامين وبوابين ولا نفهم حاجة في الدنيا.

توقف خيالي واشتغل عقلي وسألت نفسي هي صحيح بلد بتاعة شهادات زي ما قال الفنان عادل إمام ؟؟؟
اذا قلنا على حد انه ابن ناس قوي معناه انه قاضي مثلا واخوه دكتور واخته صيدلانية اما امه وابوه فهما خرجين الجامعة الامريكية وكمان ولاد عمه واحد طيار والتاني ..... الخ الخ

اما لو اتكلمنا عن البواب فهو اكيد شخص بيــئـــة ... او السايس او الفران او العجلاتي ... الخ الخ، وبالتالي الاهالي بيوافقوا واحيانا يطلبوا الاهانة لأبنائهم علشان يبقوا حاجة مهمة في المجتمع اللي بيحكم على الناس بشهادتهم او بفلوسهم مش بأخلاقهم وفي فرضية دائما ان الدكتور لازم يكون اخلاقه زي الفل أو الطيار وكأنه علشان كان بيذاكر فملقاش وقت يصيع ويبوظ أما عــامل البناء مثلا أو الميكانيكي مذاكرش بقى وأصبح من الخايبين الصيع.

المدرسين في المدارس ميختلفوش عن الظباط في أقسام الشرطة بالرغم من ان الضرب ممنوع ومش بس الضرب ده ممنوع اي مدرس يلمس اي طالب او طالبة لأي سبب من الاسباب،تماما زي حقوق المتهم في قسم الشرطة، لكننا وافقنا على الاهانة منذ الصغر ومش بعيد الظابط اللي ضرب خالد سعيد يكون كان تلميذ في نفس المدرسة، المدرسة اللي فيها الضرب سيد أساليب التربية، العصاية طولها مترين واللي هيفتح بقه هياخد عشر عصيان ولو فلتت واحدة هيبقوا عشرين وهو فاكر نفسه كده مسيطر ولكن ده في الحقيقة دليل على ضعفه وخيبته وقلة خبرته في استخدام الاساليب التربوية في التعليم وغير العصاية من الاهانات ما يصل للضرب على الرجلين او العبط او الضرب بسن العصا أو حتى اضعف الاساليب هو التذنيب يعني الطفل يقف وهو رافع ايديه لفوق لمدة نصف ساعة على الأقل.

أما بقى لو حد واعي من التلاميذ او الاهالى اعترض وراح قدم بلاغ في الوزارة، ياخد المدرس جزا وعلى كده وشكرا ويبقى الحال كما هو عليه.

تمنيت من قلبي ان يفهم الجميــع مضمون الرسالة فخالد سعيد هو نفسه لا يأمل في شيء فقد نال الشهادة
التي هي أهم من كل شهادات الدنيا مات شهيدا ليس ضحية ضابط شرطة فقط ولكن ضحية جهل المجتمع كله وعدم تربية ابنائنــا على الحقوق والواجبات وإنما تربيتهم على من هو ارقى وأغنى نسينا ان لنا حقوق على بعض وعلينا واجبات تجاه بعض ومن يخل بهذا يتعرض للمسائلة وليست السلطة لمن يعبث بها وانما هي لمن يقوم على راحة الاخرين.
البداية من وزاة التـــربيـــة والتعـــــليم ليس من وزارة الداخليــــة .... وإذا فهمنا مضمون الرســـالة لن يضيع دم الشــهيد خــالد ســــعيد هـــدر.

الأربعاء، 24 فبراير 2010

إن كيـــدهن .. خير ان شـــاء الله










كل حاجة بتحصل في الدنـــيا بتمشي تبــع نظام مــعين، حتى عدم النظــام هو نوع من النظام برضه بس مخــتلف، كل شـيء وكل شخص له منطق خــاص به، وده بيــوجد نظام أو نموذج نقدر نستدل منه على تصرفات شخص ما أو نتوقع ردود أفعــاله، لكن برضه لازم دايمــاً نتــوقــع حدوث غير المــتوقــع.





أبــلة عفـــت لما ســألت مرســي الزنــاتي في مدرســة المشــاغبين وقالــت له: تعــرف إيـه عن المنطــق؟؟
رد مرســـي: لما الواحــد يتضــرب على دمــاغه .. يقع ميحطــش منطــق.
طيب يا أبــلة عفـــت حاولي تجــاوبي على رد مــرسي .. يعــني إيــه الواحد يقــع وميحطــش منطــق ... من فضلك إشرحي لنــا ...





ده الواحد ممكن يفســر المنطــق أسهل من تفســير رد الزناتي.
يمكــن يعني الواحــد يقع ومينطــقش .. يعني ميتكلمش .. على إفتــراض إن الوقعـــة خرســته ..!!
وإلا يعــني الواحــد وقــع من غــير خطــة محــددة للوقــوع .. وقع بهمجية .. من غير منهج .. وقعة مفاجــئة .. على أساس إن في وقــوع تاني بمنطـق ..!!
وإلا معــناها إنــه وقـع في كــمين وملحقش يســتخدم منطقه اللي كان ممــكن ينجيه من الكمين ... بمعنى تاني .. إتقفــــش.
وهي حكاية المنطق دي تمشي على الستات والرجالة وإلا في حد منهم تصرفاته خارج حدود المنطــق وتفسيراته؟؟





رانيــا وخــالد بقالهم ســنتين بيحــبوا بعــض .. وبعــد ما خلصــوا كل كلام الحب والهمسات واللمسات .. رانيــا توقعت إن خــالد يطلب منها الجواز .. لكن خالد مش في دماغه خالص وعايش حــياته ومبســوط وكل حاجة عال يعني .. رانيا بدأت تشــك فيه بتسمع كلام كتير بس مش قادرة تمسك عليه حاجة.. قررت ترفع الكلفة والحرج وتلفت نظره إن آن الآوان بقى يا حبي .. ومن أول هنا بدأت حجج خالد متنتهــيش .. وكل حجة أكيد أخيب من اللي قبلها، بس رانيا بتضطر تعمل نفسها مقتـــنعة بحــججــه لأنهــا معــندهاش أي دليـل على عكــس كـلامه وكــل ما تســأله: بتحــبني يا خــالد؟؟
خــالد: طــبعاً .. جــداً .. جـــداً.
رانيـا: يعــني مفــيش في حيــاتك واحــدة غــيري ولا صــياعة كـده ولا كــده؟؟
خــالد: غــير إن أنــا بحــبك .. دي مــش أخــلاقي أصلاً يا روحــي.
رانيـا زهقت وطهقت .. ماهو لازم ده يحصل بقــى .. وقــالت لــه:
لو ماتقدمتــش لأهــلي يبــقى نلــغي الإلتــزام اللي بيننــا.
خــالد: يعــني إيــه أنــا مــش فــاهم حــاجة.
رانيـا: طالما إنت مش عــايز تتجـــوزني يبقى ســـيبني بقى أتجــوز.. أنا بييــجي قـدامــي فرص كــتير بــس أنــا بحــبك وكنت مســتنياك.
خــالد: إيــه الكــلام ده؟؟
رانيــا: كل واحــد مننا ياخــد فرصته بعيد عن التــاني .. لو حــد لقي فرصة كويسة يبقى هو ده النصيب لو ملقناش بقى .. يبقى نعرف إننا ملناش غير بعـض ونتجوز.





رانــيا عملت كده علشان تقــلل الــتردد اللي عند خــالد وتحسسه بالحرية وتفهمه إنـهم إتخـلقوا لبعض على إعتبار إنه لايمكن يلاقي أحســن منها، بس خــالد رد وقال: إيه اللي بتقوليه ده .. أنا مش ممكن أعــرف واحدة غيرك .. إنتي حياتي كلها .. ده إنتي بالنســبة لي الســتات كلها – وعـن ثقــة فــي حبها ليــه – إنتي بقى لــو عــاوزة تعملي كده براحـتك .. بس ده معــناه إنــك مش بتحــبيني .. إنتــي شــكلك عــاوزة تاخــدي إســتراحة .. براحــتك بقــى.
خــالد فــكر إن دي فــرصة لحجــة جــديدة يكســب بيها وقت في خــطط تأجيـــل الجواز الممنــهجة بتـاعــته "كــل واحــد عــنده مــنطــق".
وبــدأت فـــترة الإســتراحة اللي في الواقــع مفرقـــتش كــتير عن قبــلها .. كل يـوم بيتكلموا في التليفــون بالساعات .. بيخرجوا مع بعض عادي جداً .. وكلام حب وهمسات ولمسات .. ومنطق رانــيا نزل على مفيش لأنه كان بيعتمد على إنها تحــسسه بغلاوتها وإنها هتضـيع من إيــده لكن خالد مبسوط ومتهني وكمان مرتاح من زنها في حــكاية الجــواز.





*****










رانيــا جابت آخــرها في الوقت اللي ظــهر فيه ممدوح الشـــاب الوســـيم الحـــنين اللي دخــل عليــها في دور الصــديق اللي هــيقف جــنبها في مشـــكلتها .. بيســمع لها وبينصحها .. بينصحها إن خــالد ده ندل وميســتهالهاش وبيضحك عليها وإزاي هي مش واخـدة بالها .. لازم تفتح وتشوف مين اللي بيقــدرها ويتــمنى يعــيش العـــمر معاها .. منطق برضه.
وبدأت رانيـا تخـرج مع ممــدوح أكتر شــوية بشوية وفي نفــس الوقت علاقتها بخالد زي ماهي بس المقابلات قلت وبالرغم من إنهم عايشــين في دور الأصدقاء إلا إنها مقــدرتـش تحكي له عن ممـدوح وخــبت عليه.





يوم الجمــعة الصبح ممدوح كلم رانــيا وعزمها على الغــدا، بعدها خالد كلمها كالمعتاد .. هما دايماً بيقضــوا يوم الجمعة ســوا .. حاولت تخترع أي حجـة وقالت له إنهــا هتروح المـول مع أصحــابها يشـــتروا شــوية حــاجات.
وخــرجت مع ممــدوح بعد ما إشــترطت عليــه إنهــم يروحــوا يتغــدوا في المــول علشــان هي مــش عــاوزة تحـس إنهــا كــذبت على خــالد.
وهما بيتمــشوا في المــول لقت خــالد بيكلمــها: أيــوة يا رانــيا أنا جــاي المــول أنا وأمــين صاحبي.
رانيا: والله .. طيب لما أخلص هابقــى أكلمـــك.
رانيا امبسطت قوي وحســت إن خــالد جــاي وراهــا لأنه مش قــادر على بعـــدها ويمكن كمان بيغـــير عليها، وفي نفــس الوقت وشــها ضرب ألوان وطلبت من ممــدوح إنهم يطلعوا المطــعم اللي فــوق لأنه متطـــرف وفي كمان قاعــة جوه قــاعة وقالت له إنها لما تخلص هــتروح مع خـالد، ممدوح متضايق ونفسه إن خـالد يشـوفهم مع بعض بــس مش عاوز رانيــا تزعــل مــنه ومــش عـاوز يبوظ الخروجة، أخــد رانيــا وفي ركن في القــاعــة الجــوانية قعــدوا في جــو شاعري وهي بدأت تمبسط من ممدوح لأنــه بينفذ كل طـــلباتها حتى لو هييـــجي على نفســه الموبايل رن .. رانيــا: إنت خلصت..؟؟
خــالد: إنتي خلصتي؟؟
رانيـا: لسه شوية.
خــالد: أوكــي .. بــاي.
رانيـــا إسـتغربت قوي من المكالمــة .. بعد مــا فكـرت إن خالد جاي مخصوص وراهــا .. دلوقتي شــكله كده بيقــلبها .. ممــدوح قـالها: ســيبك منه وخليــكي معايا أنا هاروحك البيت بعد ما نخلــص وبراحتنــا بقــى.
رانيــا: لأ ماقــدرش .. ده بس نوع من الإحترام يعــني .. مش عاوزاه يحــس إني باتهرب منه أو خبيت عليه حاجة .. مــش حب يعني.
المــوبايل رن .. خــالد: أنــا لازم أمشــي حــالاً إبقــى روحي إنتـي بقى مع أصحابك طالما لســه قدامــك شــوية.
رانيا: طـــيب.





رانيــا إتغاظت قــوي منه وحســت إن في حاجة مش مظبوطة بس كالعادة مش عارفة تمسك عليه حاجة ... قــررت تكبر دماغها وتــروق أعصــابها وقعــدت ساعتين كمان في المطعم مع ممــدوح ياكلــوا ويتكلــموا والقعدة زي الفــــل .. خلصوا وماشــيين .. لمحت وش تعــرفه في ركن مزنــوق في القــاعة البرانيــة .. مـين ده؟؟.. ده أمين صاحب خالد .. مين معاه .. اممم .. خالد ؟؟؟ ده خــالد؟؟؟ إيــه الضحك والتهــريج والفرفشــة دي؟؟ وكمان معاهم بنتــــــين ... ليـــلته مش فــايتــه .. ليلتــه هــو؟؟؟؟ يا نهــار إســود ... ده هيشـــوفني .
جــــريت وإســــتخبت بســـرعة .. ورهوان على بره قبل ما خالد يشوفها .. وبعد ما روحت واتطمنت على نفسهــا استنت لما خالد يكلمها وده حصل بعد حوالي ســاعة .... قالت له: إنــت مشــيت من المــول إمــتى؟؟
خــالد: وقت ما كلمــتك مشــيت على طول أصلي كان ورايا حــاجات مهــمة وكان لازم أمشــي.
رانيا: متكلمــنيش تاني .. ومش عــاوزة أعــرفك .. وقفلت الســكة في وشــه.
خالد مفهمش واتقمص وطنشها إســبوعين .. وبعدين كلمها علشان يفــهم قــالت لـه: متتصـلش بيــا تاني علشــان أنــا ارتبطــت براجــل تاني وهاتجــوز.

إتجــنن خالد وكلم كل أصحابهم .. فهم طبعا الحكاية من صاحبتها الأنتيم بس طبعا الحكاية في اتجــاه واحــد، ورانيــا مســتقوية لأنها حاسة إنــه خاين ... آه خــاين .. وهي مخلصة .. لأنها إهتمت بشــعوره وكانت هتـــروح معاه بكل احترام واخلاص وهتسيب ممدوح في المطعم حتى لو هيزعل .. وخالد حس بالــذنب لأنه ميعرفش حكاية ممــدوح وكمان حس بالغـــيرة لأنها هتتجــوز غـــيره .. وعمل كل حاجة في الدنيا علشان يرجعلها وفعلاً خــالد اللي وقع ومحطــش منطق ... إتجــوز المخلصة رانــيا.

الأربعاء، 10 يونيو 2009

عـــذراء .. طبيعــة صــامتـة



سـن الجـواز إتأخـر عــند ناس كـتير في زماننا ده وكل شخص ليه أسبابه لكن السبب السائد اليومين دول هو إن الشـاب أو الفـتاة مش لاقـيين الشخص المناسب طول الفترة دي وكل واحد بيبقى ليه طلبات في شريك أو شريكة حياته وبيكون متمسك بالطلبات دي جداً بشكل عنيف من غير ما يعرف عواقب الطلبات اللي هو متمسك بيها دي إيـه لأنـه مجربهاش أصلا.


لميس وصـلت ولادها المدرسة وراحت تزور مامتها وأول ما دخلت العمارة لقت قدامها كمال جارهم وصديق طفولتها ..
لمـيس: كمال يـاااه .. إزيك بقـالي فـترة مشـفتكش .. أخبارك ايه؟؟
كــمال: إزيك يا لاميس إنتي بتكــبري وإلا بتصغري .. فينيك من زمان؟؟
لمـيس: إيه الكلام الحـلو ده بس ؟ أنا باجـي كل فــترة بس مش باشوفك انت اتجوزت والا لســه؟
كــمال: لســه ملقتش نصي التاني.
لمـيس: ياخــبر يا كمال .. ده إنت داخــل على اربعين ســنة هو نصك التاني محتاج الوقت ده كله؟؟
كمال: أصلي مش لاقي واحدة بالمواصفات اللي أنا عاوزها تشاركني نفس أفكاري ونفس اهتماماتي وتفهمني جداً.
لميس: أفكارك؟؟؟ هو انت لسه ملحد ويساري وكل الدنيا عندك بالمشقلب؟؟ وهو الجواز ماله ومال الأفكار؟ الجواز ده يعني واحد لما يكون عندي مشكلة يشاركني فيها وميزهقش وميقولش وانا مالي حتى لو مقدرش يحلها، واحد يديني فلوس لما اكون عاوزة اشتري شنطة أو حلق أو طبق بسبوسة.
كــمال: بــس كــده؟؟
لمـيس: ويعني ... واحد أنط في حضنه بجسمي الصغير واحنا قاعدين قدام التلفزيون وانسى الدنيا واستريح جواه. يعني راجل يدخل سريري البارد ويخليه دافي ويشاركني المتعة اللي مش ممكن اشارك اي راجل تاني فيها لكن تقولي أفكار ؟؟؟ الأفكار ممكن اشارك فيها اي حد .. أي راجل .. إن شا الله حتى عم عبده البواب.
كــمال: لأ لأ يا لميس أنا مختلف معاكي ... الأفكار والاهتمامات أهم حاجة في الجواز بجانب الحاجات التانية طبعا بس الأفكار يعني الشخصية.
لمـيس تمصمص شفايفها وتفكر شوية وبعدين تقوله: خلاص يا سيدي طلبك عندي أنا أعرف واحدة أفكارها غريبة زيك كده بالظبط هي صاحبة واحدة صاحبتي هأعرفكم على بعض ويمكن تبقى من نصيبك.
كــمال: ياريت .. بس حــاولي تديها فكرة عن أفكاري ومعتقتداتي بدل ما يحصل إحــراج يعني .. يمكن متوافقــش تقــابلني.
لمــيس: أوكي.



وقامت لمــيس بدور الخاطبة وقابلت كمال بالعروسة ومن أول لقاء بينهم كانت المناقشة ملتهبة، الاتنين أفكــارهم غريبــة وشــاذة، فرح جداً كمال بالعروسة وقرر إنه لقــى نصــه التاني ولمــيس طــلعت من الموضوع وسابتهم يكملوا وامبسطت انها وفقت راسين في الحلال.



بعد 3 شهور كانت لميس عند مامتها وحبت تســتفسر وتعــرف الموضوع وصل لإيـه فسـألت مامتها: متعرفيش كمال عمـل إيـه؟؟؟
مامـتها: هو إتجــوز صاحبتك بعد ماعرفــتيهم على بعـض على طول بس ولا عمــلوا فرح ولا ديـاولوا.. أنا عـارفة جواز إيـه ده؟؟ هو الجواز ينفع من غير فرح؟؟
لمــيس: أمال عرفتي مــنين ؟ هو قــالك؟
مامتها: ولا حتى قــال .. ولا باشوفه.. ده عبده طالع نازل يقضي طلبات للساكن الجديد اللي في الشقة اللي فــوق .. رســام مشهور ومشغل عــبده لحسابه وعــبده لما لقى تقريباً واحدة عند كمال في الشقة اتطقس لغاية ماعرف انها مراته وشاع الخبر .. ماهو علشان كده لازم الواحد يعلن عن جوازه بالفرح.
لمـيس: عـموماً ده خــبر كويــس خـليني أطـلع أبـارك لهــم.

طلعت لميس ودقت الجرس

فتح كـمال وقال بأسى: أهلاً لمـيس تعالي إتفضلي.
دخلت وسألت: ألف مــبروك أمـال فين العروسة؟؟
كمال: إحــنا ســيبنا بعض .. إتطــلقنا.
لمـيس: نعـــم؟؟ هو انتوا لحــقتوا تتجــوزا.. ده تســرع .. قولي بس إيــه اللي حصل وأنا أصلح بينــكم.
كــمال: هي أفكــارها عجبتني لأنها قريبــة من أفكاري بــس هي ... غلــبتني.
لمـيس: إزاي يعني؟
كــمال: هي مؤمنة إن الأنثى بتتــولد عـذراء وأي تغــيير في الموضوع ده يبقى تغيير في الطبيعة، وإن الجنس ممكن ممارسته بطرق كتيرة من غير ما تفقد عــذريتها.
لمـيس تفتح عـينيها في دهشــة وبعدين .. تحاول توفـق: امم .. كان ممكن تصبر عليها شوية لغاية ما تلــين ده دلع بنات ... ده برضه مش سبب للطلاق.
كــمال: مانا قلت كده برضه لكن حصــل أكتر من كده.
لمـيس: خير ... قول.
كــمال: كل شــوية تروح للرســام اللي سـاكن قصادنا وتقولي بيعمل ندوات لأفكار فنية وأدبية وهي بتحب الجـو ده.
لمـيس تمصمص شفايفها وبعدين .. تحاول توفـق: طب وماله يا كمال كان ممكن تروح معــاها أهي حاجة تشتركوا فيها مش ده كلامك؟؟ ... لأ لأ ده برضــه مش سبب للطلاق.
كــمال: مانا قلت كده برضــه وقررت أروح معــاها بس لقيت مفــاجأة لما رحت.
لمـيس بلهفــة: إيــه؟؟
كـمال: لقيت إن كل مجموعة الرسامين اللي بيروحوا هـناك قاعــدين يرسموها.
لميس: وهو الرســم عيب يعني؟؟
كــمال: كانــوا بيرســموها وهي .. وهي عريانة ... عريانة ملـط.
لميس تفتح بقها وقبل ما تقول يا لهــوي .. قررت تحاول توفـق: يا كمال .. ماهو الفـنانين لما بيقـعدوا يرسموا مش بيبصوا للسـت على إنها أنثـى .. لأ بيبصوا لها على انها مجـرد شـكل .. موديـل.. شـيء.. زي الدكـتور لما بيكشف على أي واحدة ست هي بالنسـبة له شــغل وبـس .. وهي بس كانت طايشـة شـوية خــليني أكلمــها وأفهمــها غلطــتها وأوفــق بينــكم والمــية ترجع لمجاريها.
كــمال بســرعة: لأ لأ .. ماهي مش دي المشــكلة.
لمــيس لنفسها ( كل ده ومش دي المشــكلة) وبعدين لكــمال: في إيــه تــاني؟؟

كــمال: هما مكــانوش بيرســموها وهي عريــانة لوحــدها.
لميس: أمــال مـع مــين؟؟
كــمال: مع عــم عــبده الــبواب ... في نفـس اللوحــة.


**********************************

الاثنين، 23 مارس 2009

الإنحــراف الجنســـي عـلى الطـريقــــة المصـــريــة



الإنحرافات الجنسـية لها أشكال كثــــيرة ومتنوعة وبالطبع غريبة ... لكن هل هي غريبة في كل المجتمعات والثقــافات؟؟
الحــقيقة طالما قلــنا كلمة إنحراف يبــقى أشــكاله كلها إخــتلفت أو تنــوعت في النهاية متســاوية .. مفيش إنحــراف قــوي وإنحــراف نص ونص ..
لكن المجتمعات باختلاف ثقــافاتها مش بتفــكر كده .. لأن في كل بــلد تلاقي أنواع من الإنحراف الجنسي وإن كانت منتقدة لكنها مقبولة، وفي نفس الوقت يشجبوا قبول مجتمعات أخرى لأشكال أخرى من الإنحراف.
ففـي المجتمعات الغربية العــلاقة بين الراجـل والراجـل أو السـت والســت مقـبولة واســمها إنحــراف برضه .. وعندنا في مصــر النــاس مفــكرة إن جـميع أنــواع وأشــكال الإنحــرافات غير مقــبولة ولكن الحــقيقة إن التحــرش الجــنسي في مصر بأشكاله المتعددة مقبول وهو نوع من الإنحراف الجــنسي برضه .
لكن لما واحد يعاكــس واحــدة تبقى شــطارة ويبقى واد نمــس .. ولو اتــلزق فيـــها .. يا ســلام .. أصحابه يقولوا عليه فتــك .. ولو حــد إعتــرض يقــولوا لـه .. إيه يعني واحد بيعاكس محصلش حاجة ... ولو وصل الموضوع للإغتصاب .. الناس تقول ماهو من لبس البنــات المــلزق ... الشباب هيعملوا إيه يعني؟؟
والعكس صحيح ...
بنشـــوف العــلاقة بين راجــل وراجــل أو ســت وســت في مجــتمعاتنا .. يا خبر إســود .. دي مصيبة وعــيبة .. وذل ومهــانة...
والمجتمعات الغربية بتشـــوف إن التحــرش والمعاكسة دي كــارثة كـــبيرة ويجب توصل للمحاكم واللي عمل كده ياخــد جــزاؤه ويتــربى.
مع إن الإتنيـــن من أنـــواع الإنحــراف أوالشـــذوذ الجــنسي والسلوكي ومتساويين في حجم الإنحراف واللي بيعمل كده .. ده أو ده .. بالتأكيد عنده خلل سواء هرموني أو نفســي وبيحــتاج لمســاعدة طــبية أو نفســية ســلوكية.



.نشــوف إختلاف الثقــافات على تقــبل الإنحراف الجنسي عمل إيــه في خلـــيل لما سافر بــلد من بــلاد المجتــمع الغــربي.



الشركة اللي بيشــتغل فيها خليل بعــتته في مهمة لفرع الشركة في أحد البلاد الغربية وهناك إســتقبله شارل موظف من الشركة وبعد يوم شــغل طويل شارل أخد خــليل على كــافيــه بــار علشــان يروقــه شــوية وطبعا خــليل من أول ما نــزل من الطــيارة وهو عـــينه على الحــريم الجــميلات الفــاتنـــات اللي جمالهم بالنســبة له في إنهـم متحررين ... مش في أخلاقــهم لأ .. في ملابســهم.





من أول ما خــليل قعــد في البــار وهو شــايف البــارتنــدر بت زي القـــمر يــادوب لابســة حاجة خفيفة كده وكل حاجة على البحري .. فقعد يغمز لها ويبحلق لها والأهم إنه لازم يبيــن لشارل شـــطارته في المعــاكسة والتعــليق فبص له وقــاله:
البــت دي صاروخ .. وكل شــوية تغــمز لي.



شــارل: مــين ؟؟ قصــدك تشــارلي ؟؟ ... وضــحك.
خــليل: إنت تعرفها ..!!
شارل: أعــرفــها من زمــان .. هي بتشـــتغل هــنا من فــترة طــويلة.
خــليل: طيب أنا هاقوم أجيب منها درينــك ... وغمز لصاحبه

راح خـــليل عــندها وقــالها: بيـــرة يا عســـل.
ردت بلطف: أكــيد .. حــالاً.
خــلـيل قــرب من البـــار وعـــينيه جـــوه صــدرها وقـــالها : تعــــالي أقــولك حـــاجـة .. عاوزها ساقعة نــار.
ضحكت تشارلي وجابت له البيـــرة ..
مــد إيــده ومســك إيـــدها وهو بيــاخد الكــباية وفضــل ماســك شــوية لغاية ماهي شــدت إيـــدها وبصــت له بإســتغراب.





رجع خــليل عند تشــارل صاحبه وقاله: الــبت واقعــة على الآخــر .. بس صاحبك تقــيل. ويضحك وبعدين يكــمل: أصــل أنا مش شــكرانية في نفــسي يعني .. بـس مش قادر أقولك أنا جــامد قد إيه أحســن تتخض يا راجـل .. والصياعة دي .. بتجري في دمـي .. ده حتى أصحابي في مصر بيتعلموا مني آه أمال إيه أنا أسـتاذهم كلــهم.
شـــارل بص لخــليل بشـــغف وســـأله: إزاي يعـــني...؟؟؟؟
مــيل خــليل عليه وقـــال: هنعــلم الأجانب كمان ... هــات ودنـــك...
وقــعد يهــمس له ويحـكي له عن مهاراته وقدراته .. وحجمها .. ومقاسها وإنه مفيش زيه في حكاية الجــنس دي وإن أي حـد بيجـــربه مبينسـهوش وبيتــوهم بيــه جداً وبإبداعــاته الجــنسية .

وفجــأة لقى شـــارل بابتســـامة رقـــيقة بيــحط إيـــده في منطــقة حســاسة عند خـليل وبيقــوله: ورينـــي كـــده؟؟؟
خـــليل إتخـض وقـام فـط نـط من مــكانه وقــاله: لا يا عــمنا .. أنا راجـل وراجــل قــوي كمان ... هو إنت مــنهم وإلا إيـــه؟
وقــعد يزعــق بصــوت عــالي وعـمل هوليــلة لفــتت إنتبــاه كل النــاس اللي في المكـان اللي كــله على بعضــه خمــس ســت ترابيـــزات مزنقـين في بعـض.
جــت تشــارلي بســرعة وقـالت: إيـه الحـكايــة؟
شــارل قالـها: أنا مش فاهـمو .. هو بيعمــل كده ليه؟؟؟ ... هو كان باين جــداً إنــه عـــايزني.
خـــليل: نعــم ...؟؟؟ عــاوز إيه يا خـالتي ...؟؟؟ عــاوزك؟؟؟ إلحــقوا يا جماعة شــوفوا الراجــل عديم الرجــولة الناقــص بيقــول إيه ؟؟ ومـــش مكسوف من نفســك ؟؟ عــادي كـــده؟؟ يرضيكي كده يا تشــارلي هانم؟؟ أنا مش هاسكت أنا هاوديــك في داهيـــة وهافضـــحك ...
تشــارلي بصت لشـــارل وقالت له: أنا فـــكرت إنه معـــاك.
شـــارل قالها: هو كان بيتقــــرب مــني وفجــأة بينـــكر .. ليــه مــش عارف.
خــليل: يا نهـــار مهبب .. إنت إيه اللي بتقـــوله ده إنت عــاوز تلبســني تهــمة؟؟
ومســـك في خــناقه ...
اتصلت تشـارلي بالشــــرطة ...
جـه الظــابط .. بص لشــارل وســـأله: إيــه الحـــكاية؟؟
شــارل: إحـــنا كنا قاعــدين وهــو كان بيتقـــرب ويــتودد ليــا بكل طريقة وكان بيكلمني في الجــنس وكان باين إنه معجب بيــا جداً وأنـــا كمان معجب بيه من أول ما شــفته .. لكن أول ما لمسـته أنكـــر بشــدة وإتخــانق معــايا.
بــص الظـــابط لخـــليل وقــاله: وإنــت؟؟
خـــليل: يا باشــا أنا راجــل قــوي .. أعاكســه ده إيــه .. ده أنا طــول الوقت كنت باعاكــس تشــارلي .. حتى إســـألها ... قولي له يا تشــارلي .. مش أنا كنت بأغمز لك وباعاكسك .. لا يا باشا أنا مـش من الصـنف ده خالص.


الكل بص لتشــارلي اللي قالت:
أنا لما شــفته جــاي مع شــارل فــكرته البـوي فــرند بتــاعه ولما لقيته بيتحرش بيا فكرت إني غلطــانه أو بيتــهيألي .. بس دلوقتي أنا اتــأكدت إنه كان بيتحرش بيــا.
خــليل: شــفت يا بيه .. ده عــاوز يلبســني تهمة .. ده أنا هافضحك في الشــركة .. أنا يا باشــا اكتب عندك كنت باتحــرش بتشــارلي مش تقــولي .. شارل!!

لكن اللي حصل غير اللي توقــعه خــليل .. لأن تــهمة التحرش كــده ثبــتت عليــه واتجــرجر على المحكمة واتبـــهدل ... وعــارفين طلع منهــــا ازاي؟؟
اضطــر في النهــاية يعترف إنــه كان بيعاكس شـــارل مش تشـــارلي ولأن شارل موافــق يبقى مفـــيش قضــية .. ومفــيش مشكلة.

الاثنين، 16 مارس 2009

الصــح والغـلط .. والبقــاء للأقــوى


لو فكــرنا في أي مشكلة بين أي عــدد من الأطراف في الدنيــا بغض النـظر عن تفاصيل المشكلة هنلاقي ليها سـبب واحد، والسبب ده يعـتبر نظرية نمرة واحد في كلامنا هـنا وهي "نظــرية الصــح والغلــط" الحكاية دي هي السبب في أي مشكلة، لأن النــاس بتخـتلف على ... إيـه هو الصـح ... وإيه هو الغلـط؟؟

فالصح بتاعي غير الصح بتاعك والغلـط شـرحه، وتلاقي كل طـرف بيحاول يثبت إن رأيـه أو طـريقــته هي الصح ويسـتدل بالكـتب أو الأديــان أو الأبحــاث العلمية أو الأغلبيــة في النهايــة لو إحـتار.

تشـوفوا الراجـل ومـراته بينــهم مشــكلة على أي حاجة كل واحد يقــعد يرغي ويزعق ويتخانق علشان يثبت إن هو اللي صح وإن التاني لازم يسمع كلامه ... حتى بين الجـار وجـاره وكمان على مسـتوى البلاد مع بعضها، ولو فــكرتم في أي قانون أو تصـرف كــبير أو صـغير هتلاقوا لازم يكــون عليه إختــلافات في الآراء ولما نزلت الأديــان كان من المفترض إن العملية تتنظم لكن حتى الأديان بقى فيها إختلافات.


الغلط ممكن يبقى صح تحت شروط وظروف معينة والصح ممكن يبقى غلط في ثقافت مختلفة وتحت شــروط معينة برضه، طــبعاً نظــريتي دي أكــيد ليها معارضين لأنها تقــع تحت نفسها، بس أنا باحاول أثبتها زي كل البشــر.


هناخد خطأ كبير الإختلاف عليه قليل علشان القياس بالأخطـاء الصغيرة يبقى أسهل. القـــتل مثلاً... أظن القــتل حاجة غلط .. وغلط كــبير .. لكن هل القــتل بالنسبة للجندي أثناء الحرب غلط؟؟ ... بلاش دي .. هل القتل بالنسبة لعشماوي اللي بيقتل كل يوم والتاني ناس مالوش أي علاقة بيــهم ولا في بيــنه وبينـهم أي عداوة وبياكل عيش من الحــكاية دي .. غلــط؟؟ يبقى مفيش صـح مطـلق ولا غلـط مطــلق.

-----


طيب ما كل واحد يعمل اللي هو عاوزه ..!! طبعاً ممكن .. ومش هيحصل مشكلة لو كل واحد عمل اللي هو عاوزه بعيد عن التاني يعني من غير ما يكون اللي هو عاوزه ده يمس الطرف التاني.

المشكلة بتحصل لما اللي هو عــاوزه يأثر بالسلب على غيره، وممكن المشكلة تتحل ببساطة ســاعتها، يعني لو محمد عمل حاجة ضايقت إلهام، وإلهــام قالت وعبرت عن إن الحاجة دي ضـايقتها ممكن محــمد يشــتري خاطر إلهــام وميعملش الحاجة دي، لأنه كــده فــهم إن الصـح بتـاعه غــلط عند إلهــام، وبكده تتحل المشكلة بكل بسـاطة .. يعني غلطك مش صحي أو غلطي مش صحك..

خلاص ولا تزعل لو صحي بيضايقك مش هاعمله تاني وكل واحــد مهتم بشخصي أو بشيء يتعامل معاه كده .. لكن هل هو ده اللي بيحصل..؟؟

اللي بيحصل إن لما محــمد بيعمل حاجة تضايق إلهــام وهي تعبر عن ضيقها بتظهر النظــرية نمــرة إتنيــن وهي "نظـرية البقـاء للأقـوى أو للأصـلح" بيـبدأ كل طرف يتمسـك بفكرته وبطريقـته ويجيب الـبراهين والدلائــل من الإعــلام والـنت والفـتاوى ومن أصحابه .. ولو مفيش حاجة نفعت يقول : أنـــا كــده.

والغريبة إن الطـرف التـاني ممكن يجـيب نفـس الـبراهين لكن بقدرة قادر تلاقي البراهين دي بتثبت فكـرته هـو وطـريقته .. وحتى ممكن نفس الشهود اللي شافوا إن الطرف الأولاني صح يشوفوا إن الطرف التاني صح برضه، والدنيا تولع وتكبر المشـكلة وتتفرع واللي نفسه أطول بقى هو اللي يكسب أو صاحب الإحتياج يتراجع أو في بعض المشاكل الأقوى أو صاحب السلطة هو اللي كلامه يمشي ...


زي الواد مجانص لما قــابل ابن عمه عبــاس .. مجانص: إزيك يا عبـاس .. فين أراضيك يابن عمي .. بتعمل إيه دلوقتي في حياتك؟؟ عبــاس: الحمد لله إزيك إنت .. أنا اتجوزت وخلفت وفاتح ورشة بيع وتأجير وتصليح عــجل باكل منها عــيش ... إبقى تعــالى زورني.


وبعد كام يوم نــط مجانص لعبــاس في ورشــته علشــان يزوره.


مجانص: ياسلام .. والله براوه عليك ياد يا عبــاس دي الورشة عال قوي .. وإيه العجل الحــلو ده؟؟.. كل ده ملكك يابن عمي؟؟ والله عــفارم عليك.

عبــاس: ربنا بيســهلها للواحد طالما الواحد طالب الســتر بالحلال.

مجانص: اللــه .. العجــلة دي عـجباني قــوي يا عبــاس أنا عاوزها أروح بيها مشوار وأرجعها لك.

عباس: متغلاش عليك يابن عمي.. الورشة ورشتك وإحنا أهــل.


أخــد مجانص العجلة ومرجعهاش غير بعــد يومين، واليوم اللي بعــده راح أخد عجلة تانية ورجعها بعد إسـبوع .. واليوم اللي بعده راح مجانص وزمايله في الݘــيم أخــدوا كــذا عجــلة ورجعوهم بعد إســبوعين واليوم اللي بعده.... عبــاس قال دي مش طريقة دي .. إشــتكى لكل الناس وحـاول يتكلم مع مجانص بس مجانص مفيش معاه تفــاهم .. عمل قعده فيها مجموعة من المصلحين.

عبــاس: يرضيكم يا جماعة تجارتي اللي بتــأكلني عــيش ييــجي إبن عمي كل يوم والتاني داخل طالع هو أصحابه مســتوليين على العــجل بتاع الشغل وأنا عندي كوم لحم في رقابتي؟؟؟

قــام مجانص وهو مكــشر وقــال: بقى يعــني هي دي القــرابة؟؟ في إبــن عم يقول لإبــن عمــه (مســتوليين) هو إيــه اللي حصل في الدنيا يا جــدعان حد يرضيه الكلام ده ...؟؟؟ إنت جايب الناس تهــزأني قــدامهم ؟؟

المصلحين بيحــالوا يهدوا الموضوع ... شــوية يقــولوا لمجانص مينفعش كده إنت غلطــان.. وشوية يقولوا لعباس إنت غلط فيه .. وتنفض القــعدة وكله يروح بيتـه والناس ترغي وتتحاكى والمشكلة ماتحلتش.

واليــوم اللي بعـده .. يخــش مجــانص ورشة عباس ويبات فيها أصله مدفعش الإيجـار وإطـرد من شـقته (هي دي حجــته) ومش ممكن يعني إبن عمــي يسبني أنــام في الشــارع، ويوم ورا اللي بعــده ييجــوا أصحاب مجانص يباتوا معاه والعجل والورشــة بقوا تحت أمر مجـانص وشــلته.

عبــاس راح إشــتكى وعمــلوا قعــدة تاني للصلح .. آخرتها كانت إن الورشة إتقسـمت نصين، نص لعــباس وعــيلته ونص لمجانص وأصحابه، ولاد عباس نازلين شتيمة في مجانص وأصحابه يمكن يمشوا ... ومجانص وأصحابه عـــينك ما تشــوف إلا النــور ضــرب .. ضــــرب .. مفيــش شــتيمه أبــداً.

ولما يتعبوا هما أو الناس اللي حواليهم يعملوا قعدة للصلح ودايماً مجانص عنده حجته ومؤيــدينه وعبـــاس كــمان ودي "نظــرية الصــح والغلــط". ومش بتخلــص على كــده ... لأ ده مجانص من قوتــه وســلطته مـش مكــفيه نص الورشـــة ... شـــكلكم كده عارفين بقــية الحــكاية .. ودي بقى "نظــرية البقاء للأقــوى أو الأصلح".